وساوس الشيطان وبدايه فتح فلسطين
وسار خالد فى مغامره كبيره مخترقا صحراء باديه الشام فى حوالى 10 الاف مقاتل سالكا طريق مهجور لم يكن يستخدمه احد ولم يتوقف حتى وصل الى بصرى واجتمع بالجيوش الاسلاميه بقياده ابى عبيده ولم يكن عمرو بن العاص وصل من فلسطين بعد فحاصر المسلمون بصرى حتى استسلمت ودفعت الجزيه ولما علم هرقل بذلك حشد كل جيوشه فى الشام وكانت حوالى 90 الف وكان جيش المسلمين بعد انضمام عمرو بن العاص حوالى 40 الف فشكل خالد بن الوليد الجيش الى ميمنه بقياده عبد الرحمن بن ابى بكر وعلى الميسره شرحبيل بن حسنه وفى المؤخره يزيد بن ابى سفيان اما خالد وعمرو بن العاص فتولا المنتصف وفعل خالد بن الوليد فى تلك المعركه شئ يدل على عبقريه نادره اذ جعل جنوده يصطفون الى جانب بعضهم مسافه 5 اميال ( 8000 متر ) خشيه ان يطوق الروم جيش المسلمين من الجوانب
ومما ترويه لنا كتب التاريخ ان قائد الروم ارسل احد اتباعه ليتجسس على المسلمين فعاد له بعد يوم وليله ليقول له " بالليل رهبان وبالنهار فرسان لو سرق ابن ملكهم لقطعوا يده ولو زنى رجم لكى يقيمو الحق فيهم " فكان رد القـبقلار قائد الروم بليغا اذ قال لئن صدقت لبطن الارض خير لى من لقاء هؤلاء على ظهرها
وفى يوم المعركه امر خالد الجنود ان يقتربوا من معسكر الروم ثم خط فيهم بعد صلاه الظهر قائلا " اعلموا ان هؤلاء اضعافكم فطاولوهم حتى العصر فانه ساعه نرزق فيها بالنصر واياكم ان تولوا الادبار فيراكم الله منهزمين ازحفوا على بركه الله " ولما اقترب الجيشان اغتر الروم بكثرتهم وبدأو بالهجوم على ميمنه المسلمون فلم يتزحزح احد ثم عاد الروم للهجوم على ميسره المسلمون فثبت المسلمون ونادى خالد فى المسلمين احملوا رحمكم الله فهجم المسلمون على الروم مظهرين شجاعه فائقه وطلبوا من الله الشهاده بصدق ورغم ذلك استمرت المعركه طول اليوم الاول دون ان تحسم المعركه وكان قتلى اليوم الاول 3 الاف جندى من جيش الروم وفى اليوم الثانى التقى الجيشين بعد صلاه الفجر مباشره وقتل المسلمين فى ذلك اليوم قائد الروم فضعف عزمهم وتبعثر جيشهم واخذوا فى الفرار وكتب الله لجيش المسلمين النصر فى ذلك اليوم
واسشهد فى هذا اليوم حوالى 450 من المسلمين على رأسهم الصحابى الجليل عكرمه بن ابى جهل اما من جيش الروم فذكر الذهبى والواقدى ان قتلاهم قدروا بحوالى 50 الف وهو رقم ضخم على كل حال ويدل على الهزيمه الشديده
وارسل خالد برساله الى الصديق قائلا " بسم الله الرحمن الرحيم لعبد الله ابى بكر خليفه رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ من خالد بن الوليد اما بعد سلام عليك فانى احمد اليك الله الذى لا اله الا هو . اما بعد فانى اخبرك ايها ايها الصديق انا التقينا نحن والمشركين وقد جمعوا لنا جموعا جمه كثيره باجنادين وقد رفعوا صلبَهم ونشروا كتبهم وتقاسموا بالله لا يفرون حتى يفنوا او يخرجونا من بلادهم فخرجنا اليهم واثقين بالله متوكلين على الله فطااعناهم بالرماح ثم صرنا الى السيوف فقارعناهم فى كل فج وشعب فأحمد الله على اعزاز دينه واذلال عدوه وحسن الصنع لأوليائه والسلام عليكم ورحمته وبركاته "
وكانت تلك الموقعه عام 13 هـ قبل موقعه اليرموك وكانت اجنادين هى البدايه الحقيقه لفتوح الشام وبيت المقدس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق