2010-03-02

المقدس

.....



لا يعرف من القدس إلا قوة الرمز، قبة الصخرة تحديداً هي التي تراها العين فترى القدس ...القدس الديانات ...  القدس السياسة ...  القدس الصراع هي قدس العالم ...  لكن العالم ليس معنياً بقدسنا قدس الناس، قدس البيوت والشوارع المبلطة والأسواق الشعبية حيث التوابل والمخللات، قدس العتالين ومترجمي السياح الذين يعرفون من كل لغة ما يكفل لهم ثلاث وجبات معقولة في اليوم، خان الزيت وباعة التحف والصدف والكعك بالسمسم، المكتبة والطبيب والمحامي والمهندس وفساتين العرائس الغاليات المهور، قدس الجبنة البيضاء والزيت والزيتون والزعتر وسلال التين والقلائد والجلود وشارع صلاح الدين، قدس حبال الغسيل هي القدس التي نسير فيها غافلين عن "قداستها" لأننا فيها، لأنها نحن، نتجول فيها بطيئين أو مسرعين بصنادلنا أو بأحذيتنا البنية أو السوداء نساوم الباعة ونشتري ملابس العيد هذه القدس العادية، قدس أوقاتنا الصغيرة التي ننساها بسرعة لأننا لا نحتاج إلى تذكرها، ولأنها عادية كما أن الماء ماء والبرق برق، كلما ضاعت من أيدينا صعدت إلى الرمز، إلى السماء، كل الصراعات تفضل الرموز، القدس الآن هي قدس اللاهوت، العالم معني بـ "وضع" القدس، بفكرتها وأسطورتها، أما حياتنا وقدس حياتنا فلا تعنيه، إن قدس السماء ستحيا دائماً، أما حياتنا فيها فمهددة بالزوال.

مريد البرغوثى

ليست هناك تعليقات: